تترقب الجماهير المغربية بشغف كبير القائمة النهائية التي أعلن عنها الجهاز الفني للمنتخب الوطني، استعدادًا للتوقف الدولي المنتظر. وفي ظل التحضيرات المكثفة لبطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة، التي تمثل دائمًا تحديًا كبيرًا لأسود الأطلس، برز اسم لاعب لم يغب عن الأذهان قط، لكن عودته تشكل إضافة نوعية قد تُغير من شكل الأداء الهجومي للفريق.
الحديث هنا عن النجم سفيان رحيمي، مهاجم نادي العين الإماراتي، الذي عاد ليحتل مكانًا مستحقًا في تشكيلة المنتخب المغربي الشقيق. هذه العودة لم تأتِ من فراغ، بل هي تتويج لمستويات ثابتة ومبهرة قدمها رحيمي في الفترة الماضية، خاصة مع ناديه، حيث أثبت أنه يمتلك القدرة على صناعة الفارق بمهاراته الفردية العالية وحسه التهديفي المميز.
جاء قرار استدعاء رحيمي للمشاركة في المباراتين الوديتين المرتقبتين ضد منتخبي موزمبيق وأوغندا ليؤكد رؤية الجهاز الفني في تنويع الخيارات الهجومية. هذه الوديات ليست مجرد اختبارات شكلية، بل هي محطات حاسمة لوضع اللمسات الأخيرة على التكتيكات وتجريب توليفات جديدة قبل خوض غمار البطولة الأفريقية الصعبة. رحيمي، بمرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية، سواء كجناح صريح أو مهاجم ثانٍ، يمنح المدرب عمقًا تكتيكيًا طالما كان مطلوبًا.
تتميز فترة التوقف الدولي الحالية بأنها الفرصة الأخيرة لصقل التشكيلة الأساسية، ومنح اللاعبين الجدد -أو العائدين- الوقت الكافي للاندماج مع المجموعة وتطبيق الخطط. اللاعبون مثل رحيمي، الذين يمتلكون خبرة دولية سابقة إلى جانب تألقهم الحالي في الدوريات الإقليمية، يصبحون عناصر لا غنى عنها في قائمة كأس الأمم.
إن إشراك لاعب بقيمة سفيان رحيمي في هذه المحطات الإعدادية يبعث برسالة واضحة إلى جميع المنافسين في القارة السمراء، مفادها أن المنتخب المغربي عازم على الذهاب بعيدًا. اللعب أمام منتخبات قوية وذات طابع أفريقي واضح مثل موزمبيق وأوغندا سيوفر الاحتكاك اللازم، ويساعد في تقييم مدى جاهزية خط الهجوم المغربي وقدرته على اختراق الدفاعات الصلبة.
من الملاحظ أن الأداء الفردي المميز، كما هو الحال مع سفيان رحيمي، هو ما يصنع الفارق في البطولات الكبرى. ففي عالم كرة القدم الحديث، وبينما الجميع يترقب أداء النجوم الكبار مثل كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم وتأثيرهم الدائم، تظل المنتخبات التي تملك خيارات هجومية متعددة هي الأقرب للمنصات. نتمنى لسفيان رحيمي ورفاقه كل التوفيق في هذه المرحلة الحاسمة نحو تحقيق الحلم الأفريقي.
لا توجد تعليقات بعد.
